الدولة الازوادية الامازيغ

الدولة الازوادية الامازيغية وعشق سراب القومية العربية

.

321586 2045105526990 1005985519 nلقد لحظت كثيرا تحفظ الازواديون تسمية دولتهم بدولة "ازواد الامازيغية" على غرار معظم دول العالم وقد نسمع مثلا بجمهورية مصر العربية, جمهورية السودان العربية, الليبية العربية, او دولة نيجريا الزنجية و… و… لقد واجهت شخصيا هجوما شرسا من قبل عدد بسيط من النشطاء الازواديون وواصل هولاء نقدهم وتنقيبهم الممل احيانا بحثا عن الايجابة.سوف احاول في هذه المقالة القصيرة توضيح الاسباب التي دفعتني وفعت غيري من استعمال كلمة "ازواد الامازيغية" ربما يتجلى لهولاء ان هذا الاستعمال الطببيعي للكلمة لا يعني نكران او تجاهل الاخر, بل هو نابغ من معطايات وتضحيات تاريخية التي قدمها امازيغ ازواد دون سواهم وهي حقيقة لا ينكرها الا ناكر. ولا يعني التقليل من الدور التاريخي الذي قام به باقي سكان زواد.لقد جرب الطوارق كل الدول العربية ودقوا ابوابها من المحيط الى الخليج كما يتلذذ القومجيون من العرب ان يطلقوا على هذه البقعة الجغرافية من العالم, وقد عبر الطوارق جميع حدود هذه الدول في محاولة يأسة للعيش الكريم والتقرب من الاشقاء العرب وخطب ودهم.؟ لكن للاسف الشديد ما حدث لا يحمد عقباه: لقد كانت مراسم الاستقبال دائما تتم بالاعتقال , الاقصاء , الرفض, والتصفية الجسدية والمعنوية.بالرغم كل التنازلات والولاءات العمياء التي قدمها ابناء تينيري لدرجة ان الكثير منهم ادعى جهلا او اعتباطا العروبة انتماء ومنهجا ابى ان يكون الانسان العروبي الا حجر عثرة امام طموح وتطلعات ما يطلق عليه استهزاء " الطارقي العربي". سوف اذكركم قبل ان تجرفكم الغفلة, بما فعله المقبور والقومجي بن بلة وملك المغرب الاعرج سنة 1963 في حق قادة الحركة التحررية الازوادية حينها, حيث قام النظام الجزائري الذي يلعب نفس الدور اليوم صحبة النظام المغربي بتسليم جميع قادة ثورة 63 هدية الى لديكتاتور المالي الشيوعي مديبو كيتا بعدما طلب هولاء القادة الامازيغ اللجوء والحماية الانسانية لدى الدولة الجزائرية والمغربية. ولا يمكن ايضا لامازيغ تينيري ان ينسوا او يغفلوا عن ما قام به المقبورين معمر القذافي ومعلمه جمال عبد الناصر اللذين ساهما بشكل مباشر او غير مباشر في قمع شعبنا وسلب كرامته وحريته.بالرغم من مواصلة هذه الدول لمسلسل الانكار والاستمرار في نصب وحبك المؤامرات ضد امازيغ ازواد, لكن الازواديون والامازيغ لم يفيقوا من غيبوبتهم بعد!اذا تمعنا اليوم الى ما وصلت اليه الحركة الوطنية لتحرير ازواد والدولة الازوادية من تقهقر بالرغم انها رفعت نبراس وشعار الوحدة بين جميع ابناء ازواد, وكانت مثالا رائعا في الحفاظ على اللحمة الوطنية منذ ميلادها. كلنا يعلم جيدا من الذي سدد اليها الطعنة الغادرة القاتلة. وكلنا يعلم ايضا من الذي رفض ومازال يرفض مشروع الدولة الازوادية وكلنا يعلم من فوت على شبعنا فرصة ذهبية كادت ان تنتهي به الى استقلال الدولة الازوادية الامازيغية. من منا لا يعلم من كان وراء هذا المأزق؟ ومن منا لا يعلم الى من تنتمي هذه الحفنة التي كانت سببا مباشر في كبح وقتل حلم الشعب الازوادي قبل ان يرى بصيص النور؟
ببساطة انهم اناس يحملون في عروقهم دماء غير وطنية, غير امازيغية الذين على رأسهم الخائن والعميل الجزائري: اياد اغ اغالي ومن تسمم بافكاره العروبية الجاهلية.للاسف الشديد ان كيل تماشقت(الامازيغ) هم الشعب الوحيد الذي لا يستفيد من تجاربه السابقة بالرغم من قسوة ومرارة الحياة التي مروا بها, فهم ابوا الا ان يكونوا الشعب الوحيد الذي ظل عبر التاريخ ينكر نفسه من اجل ارضاء الاخرين. وان استمر الاخر في جبروته ونكرانه! … نحن الشعب الوحيد والفريد من نوعه المستعد دائما في قطع اوصاله واقتلاع جذوره وتقديم القرابين خدمة لاعدائه!.اليوم هنالك الطارق السعودي… والطارقي الجزائري… والطارقي المغربي…. والليبي والخ. على الرغم من اننا جميعا ذقنا وعشنا تجارب ميدانية في هذه الدول الاقصائية دون استثناء, الا اننا للاسف لم نستوعب قوانين اللعبة بعد, ولم يكن في مقدورنا حتى الساعة ان نستحضر مردود ولاءاتنا العابرة وثمن القرابين التي قدمناها للاخر دون جدوى. لقد تنازلنا عن ايغيويد"العمامة" واستبدلناها بالطربوشة او الطاقية, وتنازلنا على اسمائنا وبدل ان نسمي فلذات اكبادنا بأسماء الاجداد كأماستان, يوغرت , كوسن ,سيفاو .فهرون بدانا نسميهم بضوء, مفتاح ,عتروس كبش,بطرس, جون, حظلة, قصي ,عنتر… وبدل ان نقول اماستان اغ فهرون بدأنا نقول ضوء ابن مفتاح او حظلة ابي بكر ال عنتر!. وبدل ان نعلم اطفالنا لغتهم الضاربة في اعماق التاريخ وحروف التيفيناغ نجد اباءهم يدفعونهم ويشجعونهم في اتقان اللغات الوافدة ويحذرونهم من الاختلاط ببني جنسهم خوفا منهم بالتأثر بهم او كسب ثقافتهم الاصلية. فعلنا كل هذه المحاولات اليأسة طلبا وشغفا في كسب ود الاخر الذي ظل يبتعد عنا ضاحكا هازءا كالسراب حيث كلما اقتبربنا منه تمادى في تجاهلة وعنفوان نكرانه.لقد خسرنا المعركة للمرة المليون, لكننا لم نفقد الامل بعد في تقمص شخصية الاخر وتقليده!
الثورة الازوادية امل لتوماست ن ايمازغن
بمجرد اعلان الثورة الازوادية على ارض ازواد, هبت كل قرى ومدن الامازيغ في تمازغا معلنة وقوفها وتضامنها مع اشقاءهم في الدم الواحد, العرق الواحد ,الانتماء الواحد والمصير الواحد من ابناء ازواد. وفي ذات الوقت قامت شرذمة من المتقاعسين المحسوبون على ابناء ازواد ونضاله الشريف ومن قبل طعمة من المندسين بتوجيه تهم العصبية,العداء للاسلام, الخطر على العرب وتهمة العمالة للغرب لشرفاء توماست! وهي نفس التهم التي تكيلها التنظيمات الارهابية التي غزت ازواد ضد النشطاء الامازيغ. حتى ان بعضا من هولاء اتهمنا بشق وتهديد وحدة الصف الازوادي المتصدع والمهتز من قبل اجهزة مخابرات الدول المجاورة التي حاربناها بشراسة ونزاهة. لقد ظن هولاء خطأ ان تلفيق التهم الباطلة للمتعاطفون الحقيقيون للشعب الازوادي قد يجلب بركات العرب ويجعل سماءهم تمطر ذهبا! ولكن النتجة كانت مغايرة تماما كما كانت دائما.بالرغم من العمل الجماعي المحلي والدولي الذي قام به الامازيغ وبحسن نية الذي كان متوقعا من كل انسان حر ليس فقط من الاشقاء, الا ان جزاء هولاء الابطال حيال عملهم الرائع هو الاتهام والتقريظ اللاذع. تخيلوا لو كان من قام بهذا الجهد العظيم عربا مثلا او زنوجا او حتى من مخلوقات فضائية اخرى لما خرنا-لهم-ساجدين ولما قمنا بتقبيل ارجلهمً بكل سذاجة! … لماذا؟ لان السواد الاعظم من شعبنا للاسف مهلوس بايمان منحط مهزوز لا يحمل فخرا وحس وطني بنعمة "الامازيغية" بالرغم من كونها ايه من ايات الخالق فاءن الكثير من امازيغ تينيري يشعر ان الامازيغية تعد شبهة , تهمة وعمالة للخارج! … ويحييكم يا جهلة!.لم يكلف هولاء الضعفاء انفسهم دقيقة واحدة في التفكير عن شعورهم حين يسمع مثلا العرب او الامة العربية تساعد الشعب الفلسطني او ان بعض الدولة العربية مثلا تجند مجاهدين للمشاركة في تحرير الشعب السوري ومحاربة النظام السوري الاستبدادي او اليمني المنهار. لماذا يعد هذا الامر لهولاء المنبطحين امرا عاديا وطبيعا؟ فحين تعد دعوة الامازيغ لمناصرة شقاءهم في ازواد شقا لوحدة الصف الوطني وخطرا للحمة الوطنية الازوادية الواهية؟ لماذا تكبلوننا بمنطق حلال علينا وحرام عليكم؟
تذكروا ايها المغفلون: ان العالم لن يضع لكم قيمة ما لم تضعوا قيمة لانفسكم

بقلم / اكلي شكا